
إن صناعة الإباحية لديها طريقة خادعة تقوم فيها بتوفير راحة مزيفة ومخدرة للمستخدمين من القلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة (لدقائق معدودة أو ساعات قلائل)، ثم في المقابل تجعل نفس هذه المشاكل أسوأ بكثير على المدى الطويل ومباشرة بعد انتهاء الأثر المخدر لها.
هذا يخدم منتجي هذه المواد السيئة، فحينما يزداد قلق و إرهاق المشاهدين، فإن العزلة تنمو و تسبب المزيد من العودة الى الوراء حيث الاباحية مرة أخرى. فتكون النتيجة النهائية للمدمن هي خسارة في الدنيا والآخرة كما تعلمون بالطبع .
“في أي وقت يقوم فيه الشخص بانفاق الوقت في دورة إدمان المواد الإباحية، فإن هذا لا يمكن إلا أن يكون مُحبِطا و مُهينا و يسبب نوعا من كراهية الذات”، كما يقول الدكتور غاري بروكس، و هو طبيب نفساني غربي عمل مع مدمني الاباحية خلال الـ 30 سنة الماضية .
فكلما زاد الشخص من استهلاك الإباحية زاد مخه من ربط الإثارة بخيال مزيف، و كلما بات من الصعب له أن يقيم علاقة حقيقية مع شخص حقيقي عندما يتزوج. نتيجة لذلك، فإن العديد من المتزوجين يبدأون في الشعور بشيء خاطئ عندهم. إنهم لا يعرفون كيف لهم أن يتأثروا بشخص حقيقي، ناهيك عن تكوين علاقة شخصية عميقة مع أحد.
تقول إحدى الباحثات حول العلاقات الإنسانية تعليقًا على الأثر المدمر للإباحية: “عندما كنت أسأل عن الشعور بالوحدة، فإن صمتا عميقا حزينا ينزل على الشباب والشابات على حد سواء، إنهم يعرفون أنهم وحيدون و هذه [الاباحية] هي جزء كبير من هذا الشعور بالوحدة”. إنها تشير إلى العزلة المدمرة للشخصية، والعزلة ميل يفرضه إدمان المعصية و العادات السيئة مثل تلك المشار إليها.
وقد وجدت الدراسات أنه عندما ينخرط الناس في نمط مستمر من “الإخفاء الذاتي” – أي عندما يفعلون أشياء مخزية ويحتفظون بها سرا بعيدا عن أصدقائهم وأفراد أسرهم – فإن هذا يضر ليس فقط بعلاقاتهم و لكن أيضا يجعلهم أكثر عرضة لمشاكل نفسية حادة لكل من الذكور والإناث من مستخدمي الاباحية، و غالبا ما يترافق ذلك عادة مع مشاكل متمثلة في القلق، و مشاكل متعلقة بمسألة شكل الجسم وضعف الصورة الذاتية، ومشاكل العلاقات و انعدام الأمن، والاكتئاب.
الاباحية تقدم الصورة الكاذبة أن البشر لا يساوون شيئا أكثر من مجرد مجموع أجزاء من الجسم ومقدار المتعة التي يمكن أن يقدمونها من خلال هذا الجسد. هذه التصورات غالبا ما تبدأ في الزحف إلى المدمنين عليها و تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم و لغيرهم من الناس في الحياة الحقيقية، و هذا يجعل من الصعب عليهم تطوير العلاقات الحقيقية.