
الإباحية شوهتني
جملة واقعية يعترف بها كل مستخدم للمواد الإباحية (حتى و لو في قرارة نفسه).
إن المدمنين لهذه المواد يجدون أنفسهم مثارين بأشياء تدعو للاشمئزاز فهي ضد أي عقيدة صحيحة وضد أي خلق . وبمجرد بدء مشاهدة الأفعال أمامهم، يتم الإيحاء لهؤلاء المشاهدين أن هذه السلوكيات هي أكثر من طبيعية و أكثر شيوعا مما هو متخيل، وهكذا يتم إيصال تلك المفاهيم الخاطئة و المشوهة لهم تحت ضغط الشهوة و الإثارة. فهل بعد ذلك التشويه تشويه؟
إن الأمر قد يبدو بسيطا، لكنه في الواقع مثالا لبعض علوم الدماغ المعقدة .
البشر وحتى عدد من الكائنات الأخرى لديها شيء في الدماغ يسمى “مسار المثوبة” أو المكافأة .
جزء من مهامه هو تشجيعك على الحياة الصحية من خلال مكافأة لك عندما تفعل شيئا إما أن يبقيك على قيد الحياة (على سبيل المثال، تناول الطعام) أو يصنع تجربة جديدة (على سبيل المثال، العلاقة الزوجية المشروعة)، أو عندما تثري حياتك بالتجارب المُرضية والعلاقات المثمرة .
ما هي الطريقة التي يقوم بمكافئتك بها ؟
الطريقة التي يكافئك بها هي عن طريق ضخ المواد الكيميائية، خاصة ما يسمى بـ “الدوبامين”، من خلال الدماغ .
الدوبامين يجعلك تشعر بالسعادة، ولكن آثاره ليست مؤقتة فقط عند استمتاعك بشيء معين و لكنه أيضا يقوم ببناء مسارات جديدة في الدماغ التي تربط معا أجزاء مختلفة من نفس التجربة الممتعة لديك، فبالتالي تتذكر وتتحفز على أن تفعل ذلك مرة أخرى.
وهذا هو السبب في أن هناك أنواع من السلوكيات التي ترتبط باستجابة تسعدنا و تجعلنا مسرورين، ثم تصبح عادات ندور حولها .
عندما يحدث ذلك مع السلوكيات الصحية والسوية والسليمة فإن ذلك يساعدنا على العيش بشكل جيد، ولكن عندما يحدث مع السلوكيات السرية وغير الصحية والضارة فسيكون لها تأثير معاكس.
فعندما يقوم شخص ما بالنظر في المواد الإباحية، في حين يعتقد أنه فقط يتسلى، ساعتها الدماغ يكون مشغولا في بناء مسارات العمل بين كل ما يحدث على الشاشة الخاصة به ومشاعر الإثارة لديه. و هذا الذي حدث شيء صعب، حيث تقوم تلك المواد الإباحية بتغيير دماغ المُستخدِم على مر الزمن، فيقوم الدماغ بربط تلك المسارات ببعضها البعض و يحدث التغيير المتعلق بالإثارة فيحدث الإدمان لتلك المواد السيئة . فها هنا الدماغ وُضِع مستثير سلبي أمامه، فقام بعمله على أكمل وجه، لأنه لم يفرق بين ما هو مفيد وضار، فهذه مسئوليتك أنت كإنسان لك عقل وقلب وتستطيع التحكم في جسدك و توجهه.
أثبتت الأبحاث الغربية أن عقول مستخدمي الإباحية سرعان ما تصبح معتادة على الإباحية التي رأوها من قبل، ومن ثم تقوم بالانتقال إلى أشكال أكثر تطرفا وسوءًا، وتزداد نسبة القبول لها، وتقل الصدمة أمامها أو مقاومتها من داخل النفس. ناهيك عن تحقير صورة المرأة وممارسة العنف تجاهها نتيجة لهذه الصورة المشوهة.
إن المشاهد لما هو سيء لديه الاستعداد للبدء في تغيير الأفكار والمواقف التي تربى عليها ويدعمها الدين الإسلامي و الخلق القويم ، بل هو معرض لتغييرات في السلوك وغالبا ما تكون ليست ببعيدة .
الآن تأكدت من خطورة الإباحية وقدرتها على تشويهك؟
لهذا السبب ندعوك للتوقف، وندعوك للتوبة .