
عندما يمرض الطفل نجد أن الأبوين يبذلون الغالي والنفيس من أجل علاج طفلهما، ولكن ماذا لو كان الطفل يخفي ذلك المرض القاتل؟ ولماذا يخفي ذلك الأمر؟ هذا بالضبط ما يحدث مع الطفل الذي يشاهد الإباحية. سنطلعكم في هذا المنشور على سبع أسئلة تفاعلية قد تدل على أن ابنكم وقع في الإباحية لا قدر الله.
لنبدأ أولا بتوضيح أنه من المألوف أن نجد أطفالا يخفون أمورا عن والديهم، حتى وإن كانت تلك الأمور مؤذية لهم. فمثلما يخفي طفل متعجرف الألم الحاصل له بسبب جرح ناتج عن تعجرفه خوفا من الإحراج والخجل، فالكثير من الأطفال الصغار يجدون أنفسهم عالقين في شَرَك الإباحية، ولا يستطيعون أن يصارحوا والديهم؛ لأنهم خجلون جدا من التصريح. والأدهى أن معظمهم لا يعلمون كيف انتهى بهم المطاف إلى ذلك.
كيف يمكنك التعرف على إشارات مشاهدة ولدك الإباحية:
1- ماهي المواقع التي زارها طفلك على جهازه المحمول؟
ألقِ نظرة على المواقع التي تمت زيارتها من قبل طفلك على جهاز المحمول، قد ترى بعض المواقع التي زارها طفلك ذات المحتوى الجنسي. ولو تم مسح المواقع التي تم زيارتها فقد يدل على أن هنالك أمرا يحاول الطفل تخبئته عن والديه. والذي ننصح به دائماً هو: الوقاية خير من العلاج ، فلذلك ثبِّتْ في جهاز طفلك برامج حجبٍ لمواقع الإباحية، وهناك بعض البرامج ترسل لك تنبيها في حال لو أراد طفلك فتح موقع إباحي (راسلنا على صفحتنا على الفيس بوك لمعرفة هذه البرامج)
2- هل كان طفلك يتصفح الإنترنت بالليل؟
بشكل عام ليس هنالك حاجة ماسة للطفل لتصفح الإنترنت بالليل، وفي نفس الوقت ليس من الحسن أن نصدر قراراً بمنع الطفل من التصفح في الليل؛ لأن الطفل إن لم يكن مقتنعا بقرار المنع فمن السهل عليه التسلل ومخالفة القرار. وبدلاً من ذلك نجعل للطفل جدولا، ويكون مليئا بما يملأ وقت الطفل من مذاكرة ولعب وتصفح للإنترنت، ( ولكن يكون في وضح النهار لا الليل) وجهاز الكمبيوتر يفضل أن يكون في مكان عام في المنزل.
3- هل يأخذ طفلك هاتفه النقال للحمام -أعزكم الله-؟
وهنا لا نقول بأن كل طفل يدخل بهاتفه بيت الخلاء يعني أنه قد يشاهد الإباحية، ولكن ذلك الأمر يعطي مؤشرا. فعلى سبيل المثال وجود خصوصية بيت الخلاء قد تجعل من ذلك المكان المكان الأنسب لتلك المشاهد، وخصوصاً إن كان الطفل يتشارك غرفة النوم مع أحد إخوانه. وتذكر أحد الأمهات استغرابها بشأن تأخر طفلها في الاستحمام؛ فلقد أصبح يستحمّ لمدة 30 دقيقة. وتبين فيما بعد أنه كان يستعمل صوت المياه كغطاء؛ لكي يشاهد الإباحية.
كوِّنْ بيئة سليمة بحيث تُشجع الطفل فيها على استعمال الجهاز في الأماكن العامة في المنزل بدون أن يتعرض لتعليق أو مضايقه أو مراقبة، فتجعله يفضل الجلوس في الخفاء. واستعمال الأجهزة في الخفاء علامة من علامات مشاهدة الإباحية أو على أن هنالك شيئا يريد الطفل إخفاءه.
وإن كان لدى أطفالك أجهزة محمولة مثل الهاتف والآيباد ربِّهم على عدم استعمالها في الأماكن المغلقة مثل الحمام -أجلكم الله- أو غرفة النوم. ولا يشترط بأن نخبر الطفل أن سبب ذلك هو خوفنا عليه من الإباحية، ولكن يمكننا القول له بأن غرفة النوم للنوم، والحمام لقضاء الحاجة.
4- هل طفلك يغير الشاشة فور وصولك إليه؟
تغيير طفلك للشاشة فور وصولك إليه قد يدل على أن هنالك ما يريد الطفل إخفاءه، وقد يكون ذلك الشيء الإباحية وقد لا تكون. فعلى سبيل المثال: يضطر الطفل أحياناً لتغيير صفحة الإنترنت؛ لكي لا يعلق عليه من قبل أهله مثل: ” لا زلت تلعب تلك الألعاب، ليس لديك دراسة ” والقائمة تطول. فذلك مثلما ذكرنا في نقطة 3 من أنه ينبغي أن تكون هنالك بيئة سليمة يشجع فيها الطفل على استعمال الجهاز في المكان العام. وبعد ذلك لو أخفى الطفل ما يفعل فإنها تدل على أن هنالك شيئا لا يريد أن يعرفه أحد. اجلس مع طفلك وتحاور معه، واعرف ما يجول في خاطره، وعود طفلك أن يكون ملجؤه الآمن للحديث هو التحدث مع أبويه؛ لأنه لو أصبح خائفاً من الحديث مع أبويه فمع مَن سيتحدث، ويخبرهم ما يجول في خاطره؟ !!!
5- هل طرأ على طفلك تغير ملحوظ في سلوكه؟
وهذه قد تكون علامة واضحة على أن الطفل قد تعرض لمحتوًى جنسي ، فعندما تجد طفلك يتلفظ بألفاظ سيئة خصوصاً تجاه النساء فهذا يثير التساؤل: من أين تعلم تلك الألفاظ؟ والأسوء من ذلك بأن يلجأ الطفل لتطبيق ما تم مشاهدته على مَن هم في سنه، وتشير الإحصائيات إلى أن التحرش الجنسي بين الأطفال أصبح في زيادة خلال الأعوام الماضية. في حال -لا قدر الله- قد حدث ذلك تحاور مع طفلك، وحاول احتواء المشكلة بدلاً من مفاقمتها، وتذكر بأن الطفل وإن أخطأ قد يكون لا يفقه عواقب تلك الأمور؛ فعقله لم ينضج بعد.
6-هل بدأ طفلك بالانسحاب من الأنشطة الاجتماعية التي كان طالما يراها مصدرا للمتعة في هذه الحياة ؟
علامة من علامات الوقوع في الإباحية هو الانسحاب من أنشطة الحياة ومحبة العزلة؛ لأن الإباحية تجعل الطفل يشعر بأن متعة الوجود هي في مشاهدة تلك المشاهد الضارة للعقل والدين. ونؤكد كما أكدنا سابقاً بأن فعل طفلك لتلك العلامات لا يعني أنه حتماً قد وقع في الإباحية، فقد تكون هنالك مشكلة أخرى؛ فلا نستعجل اتهام الطفل، ولنجعل له المجال في قول ما يعاني منه. ونجعله يطمئن بأننا سنكون له الستار الذي يغطي على ما يخبرنا به، وهذا الأمر ينبغي أن يكون فعلاً قبل كونه قولاً. فعلى سبيل المثال: عندما يأتي طفل من المدرسة وقد استعار شيئا من صاحبه وتم توبيخ الطفل على أن لا يستعير مرة أخرى من أي أحد. فهل سيثق الطفل بنا عندما نحدثه ليلا ونهارا بأننا سنكون له الحضن الدافئ، وقد تم توبيخه على كل فعل خطأ يفعله؟
7- هل ترى طفلك يشعر بالخوف الدائم وشرود الذهن؟
هذه علامة على أهمية التدخل ومعرفة ما يعاني منه الطفل، فقد يكون -لا قدر الله- ما يعاني منه هو أكبر من الإباحية. ولكن الإباحية قد تسبب ذلك بحيث أن يرى الطفل مقاطع جنسية قاسية وشاذة كاغتصاب الأطفال؛ وتجعله يخشى بأن يحصل له ما تم مشاهدته في تلك المقاطع.
ترجمة: بويعقوب
مراجعة: محمد حسونة