الآثار الإيجابية للإقلاع عن الإباحية طبقاً لما ورد على لسان 90 مُتعافيًا

تلقيت رسالة من صديق لصفحتنا على الفيس بوك يحكي فيها عن قصة توبته الرائعة من الإباحية ، وترجاني أن أنشرها فلربما تكون سببا في هداية غيره من القراء.
يقول : أتمنى أن تنشر هذا الموقف فلربما يكون سببا في توبة أحد آخر غيري ،
منذ 3 أيام حياتي قد تغيرت تماما لأن الله يحبني.
أنا شخص كنت مواظبا على الإباحية و العادة السرية يوميا ، وليس هذا وفقط بل كنت كل فتره أذهب انا و أصحابي إلى الساحل الشمالي كي نرتكب الفواحش مع الفتيات .
حتى كان يوم الخميس الماضي حيث كان موعدي مع أصحابي للذهاب كعادتنا إلى الساحل ، و خططنا أن نسافر بسيارة والدي كان ذلك قريبا من الساعه الخامسة فجرا ؛استيقظت و ارتديت ملابسي وأثناء بحثي عن مفتاح السيارة لم أجده ، فأيقظت والدتي لأسألها عن المفتاح ،فأخبرتني أنه مع والدي وهو يصلي الفجر بالمسجد ، فقلت أنتظره ، و سألت والدتي عن المسجد الذي يصلي فيه والدي ؟
فدلتني عليه وإذا بمكان المسجد بعيد عن منزلنا بمسافة طويلة.
فقلت في نفسي إذا انتظرت حتى يعود من المسجد سأتأخر!
فطلبت منها أن توصف لي مكان المسجد بالضبط كي أذهب وآخذ منه السيارة وأسافر بها مع أصحابي .
وبالفعل ذهبت إلى هناك ووجدت الصلاة قد أقيمت وهم يصلون ، فوقفت أمام المسجد منتظرا حتى تنتهي الصلاة ويخرج أبي ، وأشعلت سيجارة ، و فجأة وجدت رجلا كبيرا في السن يقترب مني ويقول لي هيا حتى لا تفوتك الركعة الأولى وأمسك بيدي حتى أدخلني المسجد .
دخلت المسجد و توضأت ، و كان الإمام شيخ سنه لا يتعدى الـ 22سنه ، كنت أصلي وأنا متكدر حتى جاءت الركعة الثانية، و فجأة وجدت الإمام يبكي ، ركزت جدا حتى أعرف ما الذي يبكيه لأنني كنت سرحان جدا في الصلاة ؟!
فسمعته يقرأ قول الله تعالى : (الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) ) الفرقان .
أنا تركت التركيز في الصلاة وجلست أفكر إذا كان هذا الشاب الإمام صاحب هذا الصوت و هذا الأداء الرائع يبكي من معنى الآيه على الرغم من أنه من المفترض إنه صالح ، فكيف بي أنا!!!
المهم انتهيت من الصلاة و ذهبت إلى أبي ، فتعجب جدا أنني متواجد بالمسجد في هذا الوقت ، وأخدت منه مفاتيح السيارة وذهبت مع أصحابي .
طوال الطريق و أنا أفكر في بكاء هذا الإمام الشاب وهو يتلو تلك الآية ( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا (34) ) الفرقان .
وأخيرا وصلنا إلى الساحل حيث رتبنا لارتكاب الفاحشة كالعادة ، و نزلنا إلى البحر ، أما أنا وبعد فترة تركتهم وخرجت لأجلس وحدي قليلا ، ثم فتحت الفيس بوك فوجدت صفحتكم
” صفحة علاج إدمان الإباحية “ أمام عيني ، وبدات أقرأ عن أناسٍ كثيرين جدا تحارب نفسها حتى تهرب من المعاصي .
بعد فترة ذهبت مع أصحابي لتناول الغداء ، ونحن جالسين وجدت نفسي أريد أن أذهب واستمع إلى هذا الشاب مرة أخرى في صلاة الفجر و أتكلم معه.
بعد الغداء تحججت بأن والدي متعب ، وعلي أن أعود وبسرعة ، فوصلت إلى البيت في حوالي الساعه 11 مساء ، دخلت فتعجب أبي وأمي من عودتي سريعا على غير العادة ، فقلت لهم أنني متعب قليل، ودخلت اغتسلت ،وأوشكت على النوم ، لكن خشيت إن نمت أن تفوتني صلاة الفجر فقضيت الليلة سهران على الفيس بوك أقلب في الصفحات الدينية التي تتحدث عن التوبه ، حتى سمعت أبي وقد استيقظ ونزل يصلي الفجر ، فلحقت به وقلت له : ستصلي في نفس المسجد الذي صليت به أمس ؟؟
قال لي : نعم
قلت له : انتظرني أنا سآتي معك .
استغرب أبي!!!
ذهبت معه وجلست أصلي حتى الإقامة ، وأقيم للصلاة، ثم بدأت الصلاة ، وكان الشيخ الشاب يصلي بآيات تتكلم عن الجهاد و أنا مركز في كل كلمة يقولها عكس أمس
و فجأة وجدته يقرأ قول الله تعالى : (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) ) النساء
أحسست وقتها أن الآية موجهة لي ، ووجدت جسمي قد اقشعر ، و بدأت في البكاء .
انتهت الصلاة و ذهبت للشيخ الشاب ، و سلمت عليه ، نظرت في وجهه ، فإذا به يبتسم لي ابتسامة جميلة ، و ملامح وجهه أخبرتني بأنه صغير في السن وكان ذو لحية يبدو أنه لم يحلقها من قبل برغم قصرها ، و حكيت له قصتي و الذي حصل لي بالأمس .
و قلت له : بأنني خائف أن ربي يدخلني النار .
قال لي : قوله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) ) سورة الزمر .
فدمعت عيناي ، وذكرت له أنني لا أعرف ماذا أفعل ؟؟؟
و حكيت له عن صفحتكم صفحة علاج إدمان الإباحية ، و قال لي : إن هذا عمل خيري كبير.
قلت له : أريد طريقة لا أعود بها إلى المعاصي مرة أخرى .
فقال لي : ” اجعل خطة توبتك عنوانها (هي لله ) ”
و من وقتها وأنا منتظم في الصلاة و قراءة القرآن ، و أنوي أن أصوم الاثنين و الخميس لأنه قال لي أنه من حلول التعافي من الإباحيه والعادة السرية و الزنا الصوم .
انا الحمد لله الآن ظللت لمدة 3 أيام من غير إباحية ولا عادة سرية + أول خميس من فتره طويله يمر علي من غير زنا والحمد لله .
دعواتكم لي ، و أرجو متابعتي بالرسائل كي أظل ثابتا ، رجاء النشر لكن بدون الاسم .
فحينما قرأت رسالته قلت له :
أنا احبك في الله حقيقة
قصتك جميلة ، لقد أبكيتني
جميل جداً أن أقرأ قصة توبة مثل هذه
لا أملك إلا أن أقول لك فعلا ربنا يحبك
ربنا يحميك ويحفظك
أنا سأنشرها بالطبع ولن أنساها ما حييت
ولن أنشرها فقط بالصفحة ، بل وبالموقع الخاص بنا لتكون من أجمل الذكريات الجميلة والعظات المؤثرة لكل المتابعين ، وأتمنى أن تحضر معانا لقاء الخميس القادم على زووم وتحكي قصتك الجميلة هذه للشباب بنفسك كي تكون سببا في هداية أناس كثيرين بإذن الله .
وجميل جدا هذا الامام الشاب ، أبلغه سلامي .
وخذ مني بالله هذه النصيحة اقطع علاقتك بأصدقائك القدامى تماما ، غير رقمك ،اختفِ عنهم ، أغلق حسابك ، و أي طريق يصلون به إليك ، هذا من أهم الأشياء للثبات على التوبة ، ثم استبدلهم بالصالحين .
وثانيا : أتمنى أن أسمع منك شعورك قبل التوبة وبعدها ، وهل كنت تشعر بالمتعة في المعصية؟؟ وكيف حدث لقلبك بعد التوبة.
فكان رده :
شعوري قبل التوبه كان عبارة عن متعة وقتيه تذهب بعد عمل العادة ، أو فور انتهاء الفيلم أو الانتهاء من فعل الفاحشة، أو الانتهاء من سيجارة .
أما الآن فأشعر بأنني أتعرف على نفسي من جديد ، واكتشفت أن البكاء ليس من صفات البنات ، ولا الصغار فقط مثل ما كنت أعتقد ، لكنه أيضا من صفات الخاشعين في الصلاة لأنني أقف أكلم أكثر واحد يحبني و خائف علي إنه ربي.
وأقصى درجات متعتي الآن هي أن أستمع إلى القرآن من هذا الشاب الذي كان سببا في تغيير حياتي حقيقة ، من الممكن أن يكون هناك أناس كثيرين صوتهم أحلى من صوته رغم أن صوته جميل لكن إحساسه بالكلام الذي يقرأه عالي جدا ، و بيشعر الناس الذين يصلون وراءه أن الآيات موجهة لكل واحد فيهم .
ها هي رسالته قد انتهت ولكن أثرها سيظل باقيا في قلوبنا إلى ما شاء الله.
أعجبني جدا ذلك الأب المحافظ على صلاة الفجر بالمسجد وحرصه عليها وذهابه إلى ذلك المسجد رغم بعد مسافته ، فسبحان الله كانت صلاة الفجر بالجماعة سببا لتوبة ولده .
وأعجبني ذلك العجوز الذي أخذ بيد صديقنا واصطحبه إلى داخل المسجد ولم يقل ليس لي شأن به فكان سببا في صلاة صديقنا التائب وسببا في سماعه لتلك الآيات التي أيقظت قلبه .
وأعجبني ذلك الإمام الشاب الصالح صاحب الصوت الخاشع المحرك للقلوب الذي كانت قراءته وكلامه الطيب لصاحبنا سببا في هدايته ومحبته لله بعد طول فراق وأنين .
وأعجبني وبكل تأكيد قبل كل هذا صديقنا الذي سارع إلى طريق ربه وفتح الباب للهدى فور أن دق قلبه وأقبل على الله بكل مشاعره وحنينه من غير تردد .
هذا ما أستطيع ان أقوله الآن ، وإلا فهناك كلام كثير يتردد داخلي أكتفي بما ذكرته هنا، وكل أملي ورجاءي أن يثبته ويحفظه من شر أصدقاء السوء وأن يجدد الإيمان في قلبه دوما وأبدا .
اللهم آمين
وأنتظر تعليقاتكم المحفزة والمباركة لصديقنا برجوعه من جديد إلى ربه وتركه للإباحية .
وقبل أن تغادروا أدعوكم لمشاهدة هذا المقطع بعنوان ” إني ذاهب إلى ربي سيهدين ”
قلها الآن قبل سماعك لهذا المقطع ، حرك بها لسانك ” إني ذاهب إلى ربي سيهدين “
Related posts