
كتب مايكل جونسون في مقال تحت عنوان كيف ان الإباحية تمنع الرجال من الزواج (1) ؟
وكما زاد استخدام الإباحية، فقد ارتفع أيضا متوسط سن الزواج إلى 27 عاما للنساء ، و 29 عاما للرجال، وبالنسبة للسابقين، فإن هذا يعني أن الشباب الآن ينتظرون لفترة أطول للزواج في الوقت الذي تجعل [ الثقافة الإباحية ] من انتظارنا لممارسة الجنس أكثر صعوبة ،و النتيجة هي مزيد من ممارسة الفواحش ، والمزيد من العلاقات غير الشرعية ، والمزيد من استخدام الإباحية.
ماذا لو أن الإباحية لم تجعل الانتظار لممارسة الجنس أكثر صعوبة وفقط ، بل أيضا جعلت الزواج نفسه صعبا ؟
وهنا العديد من العوامل التي تؤخذ في الاعتبار إذا كنت، أو أي شخص تعرفه يكافح للتحرر من الإباحية ويريد أن يكون زوجا .
الإباحية تزيل الخير
في كثير من الأحيان ننسى أنننا إذا سلمنا حياتنا لله عز وجل ، فإن شهواتنا لن تتحكم فينا ، وعلى الرغم من أنك قد تواجه صعوبات مع الإباحية، فيجب أن لا تدع ذلك يضعفك ، في الواقع نحن جميعا نكافح حتى لا نقع في الخطيئة، وبصراحة، فإن الإباحية ليست سوى أعراض لقضايا القلب العميقة .
ومع ذلك، يمكن لبعض الذنوب أن تزيل الخير من رجل مثل خطيئة الإباحية، ويمكن أن تقودك إلى طرق متدنية لا يمكن أن تتخيلها عندما بدأت لأول مرة في مشاهدتها، وأنا شخصيا أعرف اثنين من رجال الدين الذين هم في السجن حتى اليوم، وعادة الإباحية هي من وضعتهم هناك.
وعلى الرغم من أنني كنت أتمنى أن لا أرى هذا على أي شخص، إلا أنه قد تم اعتقالهم من قبل العملاء الفيدراليين.
إن الخطيئة ليست مثل نزلة البرد التي تزول فقط بعد أسبوع أو نحو ذلك، انها سرطان بدون علاج تنمو وتنمو، إنها تسلب الفرح والسلام والقوة والعقل، وفي نهاية المطاف فإن الإباحية تقتل روحك. كما أنك ستصبح نسخة مشوه من نفسك، وستصبح أقل وأقل قدرة على المحبة والاعتزاز بالآخرين .
لا تصدق الأكاذيب بعد الآن! اتخذ موقفا ليس فقط ضد الإباحية، ولكن من أجل الصدق والنقاء والحياة الكريمة ، قرر في عقلك أن تكون من تريد أن تكون ، بدلا من أن تفعل ما تريد القيام به.
الاباحية تعيد برمجة المحرك الجنسي
الجنس والدافع الجنسي لدينا هي هدايا ثمينة خلقها الله من أجل مصلحتنا ومن أجل الخير لنا ، إنهما أشياء قوية رائعة، لكن الجنس أيضا خطير، والغرض منه هو التمتع دون عوائق ولكن فقط بطريقة سليمة من خلال علاقة زوجية واعدة.
ولكن ما هو الجيد في الدافع الجنسي إن لم يكن أنت متزوجا؟! خاصة إذا كنت في الجامعة أوالمدارس العليا أو المدارس المتوسطة ويبدو أن الزواج سيظل بعيد عنك لسنوات ، هل هو مجرد مصدر إزعاج أو عبء أو نقمة ؟!
هل يمكنني أن أقترح بديلا آخر؟ ماذا لو كانت الحكمة من الدافع الجنسي أن تكون محفزا لكي تتزوج ، وليس لمجرد ممارسة الجنس؟
أنا لا أقول أنه يجب عليك أن تتزوج إذا كنت تريد أن تمارس الجنس ، ففي الواقع، قد يكون الجنس أسوأ سببا لطلب الزواج حينئذ ، لأن اختيارك للزوجة وتصورك للحياة معها سيكون خطأ حينئذ ، لتلقيك رؤيتك من خلال الإباحية القبيحة .
وهنا ما أقوله: إذا كان الله الذي خلق فينا هذا الدافع الجنسي لكي نستمتع به داخل إطار الزوجية وحدها، فإن ذلك من شأنه أن يجعل البلوغ لدينا دعوة للاستيقاظ لبدء التحضير للزواج.
نعم، ما كتبته مجرد أصوات غريبة على الأذن الحديثة، حيث الهرمونات المجنونة التي تعني شيئا واحدا فقط: ممارسة الجنس!
وبطبيعة الحال فإن المسؤولية، والممارسة الآمنة إذا كنا حقا نحب بعضنا البعض، وكل هذا الكلام أصبح كلاما مستهلكا ومملا لدى البعض .
ولكن إذا كنت تعتقد أن الله جعل الجنس حصريا للزواج، وتشعر بالحاجة للتمتع به ، إذاً أصح رد على الدافع الجنسي لديك سيكون هو أن تسعى للنضج والاستقرار اللازم للحب والاعتزاز بالمرأة من خلال الزواج ، أي بالابتعاد عن الإباحية والتعافي منها .
(هل هذه الفكرة تبدو حقا مجنونة ؟)
بغض النظر، تبقى الحقيقة أنه عندما نحصل على الرغبات الجنسية لدينا عن طريق الإباحية، فإن الدافع الجنسي لدينا لا يدفعنا إلى الزواج، بل يدفعنا إلى مزيد من الاباحية، قد تريد أن تكون زوجا ، ولكن الإباحية تبدو لك أسهل بكثير.
النتيجة: هي أنك تقوم بإشباع شهية الجنس لديك بطريقة رخيصة مصطنعة ، بدلا من أن تسمح برغبتك أن تتجهز وتجيب نداء الله للزواج.
في عالم الاباحية، أنت تطمح إلى أن تكون إلها للجنس ، ولكن هذا الطموح سخيف و صغير ، فالإنسان يريد المزيد والمزيد !
صمم أن تصبح شيئا أكبر: رجل يحمي ويهتم بزوجته مدى الحياة، مهما كان الثمن!
الاباحية ملهمة للجنس بدلا من الزواج
الله عز وجل أمرنا بالزواج ، والعلاقات الصحية تحددها المحبة والسلام والفرح والحرية، وعلاوة على ذلك، فإن معظمنا مثل آدم، خُلق ليكون رفيقا لامرأة في علاقة تتمتع باتصال فريد من نوعه من خلال الزواج ، الذي هو أكبر بكثير من الجنس.
ولكن التعرض للإباحية يتسبب في أن الرجال ينظرون إلى النساء نظرة جنسية بحتة بدلا من التفكير بالزواج منهن ، وبدلا من النظر إلى المرأة باعتبارها نفسا لها روح ، أو رؤيتها فقط كأداة للمتعة الجنسية، في نهاية المطاف هذا تشييء يمكن أن يعيق المهارات الاجتماعية لدينا، مما يجعلنا منفصلين وغير مرتاحين أو خجولين أمام الجنس الآخر.
النتيجة: التفكير في الزواج من عدد لا يحصى من النساء ، إنه لا يمكنك أن تتحمل هذا .
خلقنا الله عز وجل للتآلف ، ليس لنكون من هذا النوع الذي تعلمه الإباحية للناس .
ليست هذه سوى ثلاث افكار معتبرة ، وإذا كنت تعرف طرق أخرى للإباحية لإبعاد الرجال عن الزواج ، لا تتردد في تبادل الأفكار الخاصة بك في قسم التعليقات أدناه.
——————————————————-
وقد يسأل سائل فيقول (2) : لماذا يبتلي الله سبحانه وتعالى عباده بهذه الشهوة، وهو الرحيم بهم سبحانه وتعالى؟
ولماذا أودع الله عز وجل في عباده الميل لهذا الأمر، ثم نهاهم عن هذه المقارفة، ورتب على ذلك العقوبات الشديدة في الدنيا والآخرة؟
فنقول: إن الله سبحانه وتعالى حكيم عليم، وهو سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل، إننا حينما نتأمل في هذا الأمر نستطيع أن ندرك بعض أطراف حكمة الله سبحانه وتعالى من هذا الأمر، أعني: كونه ركب الشهوة في نفوس الناس، ثم نهاهم عن مقارفة الحرام، ورتب على ذلك خزي الدنيا ونكال الآخرة
فندرك بعض الحكم ولا نستطيع أن ندرك جميع حكمة الله سبحانه وتعالى.
ومن الحكم في ذلك :بقاء الإنسان، فإن الله سبحانه وتعالى ركب في نفس الإنسان هذه الشهوة؛ حتى يميل إلى النكاح، وحتى يميل الرجل والمرأة إلى النكاح، مما يساعد على التناسل وعلى بقاء الإنسان، وبدون ذلك لا يبقى نوع الإنسان.أ
ومن أعظم الحكم في ذلك الابتلاء والامتحان، حين يكون طريق المعصية محبباً إلى النفس، ويكون طريق الطاعة شاقاً محفوفاً بالمكاره، وحينما يكون الأمر كذلك لا يسلك هذا الطريق -طريق الطاعة- ولا يجتنب ذاك الطريق -طريق المعصية- إلا من وفقه الله سبحانه وتعالى، ومن يملك الإيمان الحق والقناعة بهذا الدين، والإيمان الذي لا يتزعزع بما أعد الله سبحانه وتعالى لمن أطاعه، وبما توعد به من عصاه يوم القيامة.ف
لا تظهر حكمة الابتلاء، ولا يظهر الصادق في إيمانه والجاد إلا حينما يكون طريق الخير محفوفاً بالمكاره، وطريق النار محفوفاً بالشهوات، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم في قوله: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات).
ومن الحكم في ذلك:ظهور فضل أولياء الله سبحانه وتعالى الذين يطيعون الله عز وجل، والذين ينهون النفس عن الهوى، والذين يحفظون حدود الله وحرمات الله سبحانه وتعالى، فيدعوهم إيمانهم بالله عز وجل، ومحبتهم له، وخوفهم منه، ورجاؤهم لما عنده، يدعوهم ذلك إلى أن يجاهدوا أنفسهم، ويدعوهم ذلك إلى أن ينتصروا على شهواتهم ويستعلوا عليها. وحين يغفلون عن أعين الناس يعلمون أن الله سبحانه وتعالى يطلع عليهم، وأنه محيط بهم، وحين لا يراهم أحد يعلمون أن الله عز وجل يراهم سبحانه وتعالى.إذاً: إن في هذا الأمر ظهوراً لفضل أولياء الله سبحانه وتعالى، وفضل عباده المتقين، الذين يحفظون حرمات الله عز وجل.
(1) مقال مترجم بتصرف من How Porn is Keeping Men from Marriage
(2) من محاضرة بعنوان الشباب والشهوة للشيخ عبد الله الدويش