
ما يبدو وكأنه فكرة ممتعة في البداية يمكن أن يكون في الواقع ممارسة غير صحية جدا ، بل ومحرمة في الأساس بالنسبة لك ولزوجتك كذلك .
فكروا معي ، الإباحية تؤثر على العلاقة الزوجية كما الصودا تفعله لترطيب جسمك ، من الناحية النظرية، تبدو أن الصودا ينبغي أن تساعد في إمدادك بالسوائل، ولكن في الواقع، يحدث العكس تماما من الهدف المقصود.
مشاهدة المشاهد الجنسية والمبالغ فيها يمكنها أن تجعل الأزواج يشعرون بإثارة في لحظتها ، ولكن الحقيقة هي أن الواقع ليس مثل ما يرونه على الشاشة.
العلاقة الحميمية مع شخص ما لا تشبه الأفعال الجنسية التي تتم في الإباحية في شيء، فالممثلون يؤدون فقط ، ولا يحبون في الواقع بعضهم البعض.
إن استخدام الإباحية قد يكون متعة في البداية، ولكن لا يمر الكثير من الوقت حتى تنهار وتتهدم كل تلك الأشياء الوهمية المتعلقة بالإباحية .
الإباحية تؤذي التواصل العاطفي
مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب الخيالي للإباحية، فإن مشاهدة الإباحية يمكنها إحداث فوضى في العلاقة العاطفية بين الزوجين.
اقرأ هذه القصة الحقيقية التي وصلتنا من شخص ، وبعدها ستدرك أنه لا وجود صحي للإباحية في حياة الحب والمودة :
“شعرت دائما كما لو لم أكن جيدة بما فيه الكفاية ،ثم في ذات يوم جاءتني فكرة !
ماذا لو……؟ ماذا لو أشاهد الإباحية مع زوجي ؟ وهذا ما فعلته ” .
وما حدث هو أنني أصبحت مجرد مدمنة على الإباحية وهو كذلك ، بدأت الإباحية تقتل الحب في علاقاتنا وتدمر كامل الاحترام الذي كان لدينا لبعضنا البعض ،وجعلتني إنسانة مختلفة تماما.
وذات يوم ، أدركت ماذا حدث ، ونحن على حد سواء أدركنا أننا بحاجة إلى المساعدة .
ما كان متعة في البداية تحول إلى شيء مؤذٍ قادر على النسف الكامل لعلاقتنا، لأنه زواج وليس مجرد اتصال .
الإباحية تعتمد على الإثارة والتصنع حتى تكون بديلا عن واقع نعيشه ونحياه .
وحين ننظر إلى الحقائق في واحدة من أكثر الدراسات شمولا على استخدام الإباحية والتي لم يجر مثلها في أي وقت مضى، وجد الباحثون أنه بعد التعرض للمواد الجنسية، كان كل من الرجال والنساء أقل سعادة بشكل ملحوظ مع شركائهم، وأقل استعدادا لمحاولة عمل أفعال جنسية جديدة، وأقل أداءً جنسياً .
وحتى لو تعرضوا للإباحية فقط لبضع مرات فإن هذا يمكنه أن يجعل الناس أقل حباً لبعضهم البعض وأقل جاذبيةً لبعضهم البعض.
الإباحية تضعف الرجال جنسيا
المعتقدات والمشاعر تجاه زوجتك ليست هي الشيء الوحيد الذي سيتغير .
هناك أمر يجب أن يصبح واضحا تمام الوضوح وهو أن هناك مشكلة ستواجه مستخدمي الإباحية الذكور وهي أنهم لن يعد بمقدورهم ممارسة الجنس الحقيقي على الإطلاق. بالإضافة إلى فقدان جاذبيته لزوجته ، وهناك عدد مهول من الأزواج الذي يعانون من آثار حقيقية من الإباحية تجاه قدرتهم الجنسية .
قبل ثلاثين عاما، عندما كنت تسمع عن رجل يشكو من ضعف الانتصاب (ED)، كان السبب دائما تقريبا هو كبر السن، وعادة يكون في سن الـــ 40.
فكما أن جسده بدأ يكبر ، فإن الأوعية الدموية تبدأ في الانسداد ، مما يجعل من الصعب المحافظة على الانتصاب ، ولم يكن يُسْمع تقريبا بالضعف الجنسي المزمن في أي شخص تحت سن الـ 35 ، لأنه غالبا ما يرتبط ذلك بتقدم العمر.
ولكن تلك الأيام كانت قبل ظهور الإباحية عبر الإنترنت ، في هذه الأيام، رسائل كثيرة جدا عبر الإنترنت تأتينا بشكاوى من مستخدمي الإباحية في سن المراهقة و العشرينات يشكون من عدم قدرتهم على الحفاظ على الانتصاب، ولكن هذا النوع من الضعف الجنسي، ليس متعلقا بأعضائهم الجنسية بل متعلق بأدمغتهم .
الحياة الحقيقية لا يمكن أن تقارن بخيالات وأوهام الصور المعدلة بالفوتوشوب ،الناس الفعليون لا يبدون وكأنهم نجوم بورنو ، ونتيجة ذلك أن عقول مستخدمي الإباحية لا تحصل على نفس التشويق والإثارة في الواقع كما في الإباحية ، الإباحية التي يدعي بعض الناس بأنها كالتوابل هي في الحقيقة تخرجك من علاقتك بزوجتك .
الإباحية تدمر الزواج
حتى لو قام الزوجان بمشاهدة الإباحية سويا ، فإن الأداء البدني والإحساس العاطفي سيكون غير صحيا .
مشاهد وصور الإباحية تعرض النسخة الأكثر سطحية والغير دقيقة التي يمكن للشخص أن يعرفها عن الجنس والحياة الجنسية، ومستخدمي الإباحية يريدون ما يرونه مستنسخا في غرفة النوم الخاصة بهم.
لا يمكن أن يكون هذا جيدا ، فكما نرى فإن الإباحية لا يمكن أبدا أن تقارن بالواقع،
بل لا تقترب منه على الإطلاق ، لأن الجنس هو أكثر تعقيدا بكثير مما تراه على الشاشة، والإباحية هي مجرد أداء ،هذه هي الحقيقة .
جزء من العمل من أجل علاقة زوجية صحية هو فهم أن الجنس أكثر من مجرد فعل أحادي ، وليس أن تكون في عرض جيد وكأنك ممثل للإباحية .
الجنس هو أكثر من حركة ميكانيكية تقوم بها أجزاء الجسم، و أكثر من أن تبدو كشخص خيالي مصقول بالتعديل الفوتوشوبي .
إن النشاط الجنسي السليم هو تجربة شخص كامل والذي ينخرط في اتصال مع إنسان آخر ، إنها تجربة تنطوي على العواطف مثل الجاذبية ، والإثارة، والضعف، والثقة، والرغبة، والحب.
وتشمل تلك التجارب مثل ، يدا بيد، الأحضان، والتقبيل، وكلها بالإضافة إلى ممارسة الجنس ،أما الإباحية لا تملك أيا من تلك المشاعر أو التجارب، بل لديها إمكانية أكبر لإتلاف هذه العلاقات الزوجية بطريقة رهيبة.
مشاهدة الأزواج للإباحية معا ينتقص على نطاق واسع من الاتصال الطبيعي بينك وبين زوجتك ، استدعاء ممثلي الإباحية في علاقتك الزوجية ستقودك إلى طريق خيبة الأمل مع زوجتك أو زوجك ، وهذا أمر محزن لأن الحب الحقيقي هو أكثر إثارة جنسيا بكثير من أي تقليد على الشاشة .
دعونا نواجه هذا الأمر من أجل علاقة زوجية أفضل حالا من دون كل تلك الأشياء الوهمية.
وأنا أقول ما أجمل كلام ربنا حين قال : ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي : ماذا أقول لكم؟
الزنا معصية فيها قوة جذبٍ كبيرة، فإن كنت أنت خارج منطقة الجذب لا يوجد مشكلة، وإذا دخلت منطقة الجذب فهنا الخطر، إطلاق البصر يدخلك إلى منطقة الجذب، صحبة الأرذال تدخلك إلى منطقة الجذب، مشاهدة الأعمال الفنية الساقطة تدخلك إلى منطقة الجذب، قراءة الأدب الرخيص ينقلك إلى منطقة الجذب، أما الإنسان إذا امتنع عن كل هذا فلا يصيبه شيء، الخلوة تنقلك إلى منطقة الجذب، الخلوة، والقراءة، والمشاهدة، وصحبة الأرذال، وإطلاق البصر، هذه كلها تنقلك إلى منطقة الجذب، فإذا دخلت هذه المنطقة لابد من أن تنجذب إلى آخر المطاف، لذلك الحيطة، والحرص، والورع أن تكون خارج هذه المنطقة، هذا معنى قوله تعالى:
( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا )