
الآن سأطلب منكم القيام بتمرين بسيط و لكنه مهم جدا. إذا استطعت أن أطلب منكم استكمال تمرين واحد فقط قبل أن تغادروا فسيكون هذا التمرين .
انتظرت وقتا طويلا لكي أحدثكم عنه لأنني أردت بهذا أن أساعدكم على أن تفرجوا أولا عن بعض الضغوط الأولية المصاحبة لإدمانكم ثم أطلب منكم بعدها أن ننظر إلى الصورة الأكبر .
عليك أخي أن تعلم أن
ماضيك هو نتيجة للاختيارات التي قمت بها. و مستقبلك سيكون نتيجة الخيارات التي ستقوم بها .
هناك الملايين من الطرق التي يمكنك أن تسير فيها ، و كل واحد منهم سوف يأخذك إلى مكان مختلف .
والسؤال الآن : أين تريد أن تذهب؟
نحن سنحاول الإجابة على هذا السؤال الآن.
أريدك أن تتخيل نفسك و أنت شخص عجوز ، يرقد على فراش الموت . ليس لديه سوى عدد قليل من الأنفاس .
و تنظر إلى حياتك الماضية ، و تدرك أنها و إن لم تكن مثالية ، إلا أنك كنت تعيش جيدا. كنت تشعر بالفخر من نفسك، و من الخيارات التي قمت بها. تشعر أنك إن مت الآن فسيكون هذا على ما يرام .
ما هي الخيارات التي تحتاج أن تقوم بها الآن ؟
والسؤال هو، ما هي الخيارات التي تحتاج إلى إجرائها الآن، في أي اتجاه تريد أن تأخذ حياتك إليه من أجل أن تصبح بالمستقبل هذا الشخص الكبير الذي يفتخر بأنه وُفق في أعماله و اختياراته ؟
يقول أليكس : عندما قمت بهذا التمرين ، أدركت أنني أريد أن يكون لي أسرة. أدركت أنني أريد أن أفعل الأعمال التي كانت ذات هدف راقٍ . هذا إن أردت أن أكون رجلا صالحا، صادقا و متزنا .
و لنا هنا وقفة عند كلام أليكس السابق
إنك قد ترى أن هذا كلاما عاديا و تتساءل عن أهميته ، في الحقيقة هذا شيء غير عادي إن شخصا ربما يعيش سنين طويلة من عمره و لا يدري لماذا خلقه الله ؟ و ماذا يريد الله منه في هذه الحياة ؟ و ما الذي يجب عليه فعله حتى ينجو في الدنيا و الاخرة ؟ و ربما مات نسال الله العافية و هو ما زال لا يدري .
أنقل إليكم كلاما رائعا في هذا الموضوع : “لعلَّ أقدس قضية يُمكن أنْ يضعها الإنسان نصب عينيه خلال مسيرة حياته المحدودة في هذه الدنيا هي التعرُّف على الهدف النهائيّ من إيجاده وخلقه.
فتشخّص الهدف ووضوحه من أهمِّ مُيسِّرات السلوك إليه وبلوغه.
والّذي يملك هدفاً في حياته تراه أقدر على ترتيب أولويّاته وتنظيم حياته وتركيز مجهوده. والّذي لا يعرف الهدف من وجوده في هذه الدنيا أشبه بشخص تائه في صحراء فسيحة، لا تزيده كثرة السير فيها إلّا ضياعاً وتعباً، ثمّ مصيره إلى الهلاك في نهاية المطاف.
أمّا الّذي يعرف هدفه فمثله كمثل شخص يسلك طريقاً طويلاً وشاقّاً، ولكنّه يرى بصيص النور في آخره فتراه يتعجّل بلوغ هذا النور الّذي هو الخاتمة السعيدة ببلوغ نهاية الطريق.
إنّ أهمَّ ما يُميِّز مسيرة الأنبياء عليهم السلام عن غيرهم من البشر هو وضوح الهدف أمامهم بنحو لا يشوبه شكّ أو غموض. ولذلك ترى منهم هذه القَدَم الراسخة في السير نحو الله عزَّ وجلَّ، فلا يهزُّهم اعتراض المعترضين ولا كيد الكائدين. هم يتوجّهون إلى هدفهم بفؤاد يُردِّد دائماً وأبداً: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ . وهذه القَدَم الراسخة والثابتة تجدها أيضاً في أتباعهم على مرِّ التاريخ. ولا يوجد أيُّ منهج غير منهج الأنبياء والمرسلين عليهم السلام يستطيع أنْ يورث الإنسان الوضوح في الغاية والطريق.
كيف تحدد هدفك في هذه الحياة؟
عن أيِّ نحو من الأهداف نتحدَّث في هذا الدرس؟ فالإنسان قد يقع في طريق حياته العديد من الأهداف، منها ما يتعلّق بمعاشه في هذه الدنيا، ومنها ما يتعلّق بعلاقاته الاجتماعيّة، وغير ذلك أيضاً.
اختر و ضع لنفسك ما تحب من الأهداف النبيلة فهي كثيرة لكن الهدف الّذي نرمي إليه و نودُّ التحدُّث عنه هو الهدف المتعلِّق بمجمل مصير الإنسان النهائيّ و الأبديّ. فأيُّ حديث عن هدف غير هذا الهدف هو حديث عن هدف ثانوي . و لذلك من المهمِّ أن نعلم أنّ الأهداف في حياة الإنسان لها تراتبيّات من حيث الأهميّة ، و في النهاية كلُّها تقع تحت ذاك الهدف الّذي يتوقّف عليه مصير و سعادة الإنسان الحقيقيّة و الأبديّة.
ما هو الهدف من وجودك ؟
لقد بعث الله عزَّ وجلَّ إلينا أنبياءه ورسله ليبيّنوا لنا الكثير من الحقائق والمعارف. وهؤلاء الكمّل هم وسيلتنا لنعرف الغاية الّتي خلقنا الله من أجلها. إنّ الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم قد نقل لنا كلمات الله عزَّ وجلَّ في هذا الخصوص، ثمّ فسّر لنا مراد الكلام الإلهي. يقول تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إلّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ﴾.
إنّ الله عزَّ وجلَّ يأمر نبيّه الكريم بأنْ يُذكّرنا بهذه الحقيقة الّتي أودعها في فطرتنا وجبل أرواحنا عليها، وهي أنّ الغاية من خلقتنا أنْ نعبد الله عزَّ وجلَّ. فالله عزَّ وجلَّ لا يُريد منّا رزقاً وما شاكل ذلك، وكيف يطلب رزقاً وهو الغنيُّ الّذي لا يفتقر. إنّ الغاية الّتي خلقنا الله عزَّ وجلَّ من أجلها ترجع بفائدتها إلينا، لأنّ الله عزَّ وجلَّ غنيٌّ أيضاً عن عبادتنا. و في كلام الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ما يُبيّن أنّ موقع العبادة هو في الجانب المسلكيّ والعمليّ الّذي يؤمّن وصول الإنسان إلى الكمال والسعادة الّلذين أعدّهما الله عزَّ وجلَّ لأهل طاعته. فالعبادة غاية لأنّها توصل إلى هذا الهدف.
فتحصّل لنا أنّ الغاية النهائيّة الّتي يتوقّف عليها مصير الإنسان هو الوصول إلى الكمال الّذي أعدّه الله عزَّ وجلَّ لأهل طاعته، وفي الوصول إلى هذا النحو من الكمال سعادة الإنسان الحقيقيّة الّتي لا تُقاس بها أيّ سعادة في عالم الدنيا ” .
أليكس ليس مسلما ليس موحدا ليس عبدا لله خالصا و لو علم حقيقة الهدف الأسمى الذي تكلمنا عنه سابقا لفاز و لكنه لا يدري فهو محروم و يتخبط أسأل الله له الهداية و الإسلام .
نكمل كلام أليكس يقول : قبل أن أقوم بهذا التمرين ، لم أكن متأكدا مما أريده في هذه الحياة ؟
أنا كنت مفقودا. أحيانا كنت أريد شيئا واحدا، ومرة أخرى أنا أريد آخر.
لكنني أعرف الآن من أعماق قلبي ما أريده حقا ، و حينما يأتيني الموت ، و أنظر إلى الوراء في حياتي، أشعر بالفخر من الحياة التي عشتها .
الآن أعرف أين أريد أن أذهب . هدفي مثل نجمة القطب التي تُستخدم لتوجيه الرحالة .
و في أي وقت شعرت أنني ضعت فحينها يمكنني أن أخطو خطوة الى الوراء و أسأل نفسي ، هل هذا الطريق يأخذني إلى حيث كنت حقا أريد أن أذهب ؟
كما تدرون فإن أليكس ليس مسلما موحدا و رغم ما يقول من أنه قد عرف الطريق و توصل إلى أهدافه الذي إن مات سيكون فخورا بها ، إلا أن كل هدف من غير إخلاص لله و متابعة للنبي صلى الله عليه و سلم لا قيمة له و هو غير مقبول و إن سعد به الإنسان بعض الوقت في الدنيا فإن هذا لن ينفعه في الآخرة، قال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) و يا ليته يدري أنه محروم يتخبط و هو بعيد عن دين الله القويم فإني أدعو الله له دوما و من قلبي أن يهديه إلى الإسلام.
اللهم آمين
أرجوك خذ الثلاثة أيام القادمة في التفكير في الطريق الذي ستسلكه في هذه الحياة و الذي من شأنه أن يساعدك على أن تصبح ذلك الشخص السعيد الراضي . هناك العديد من الطرق المختلفة و المتاحة و التي تستطيع أن تسلكها أريدك أن تسلك طريقا واحدا طريق الله و هو الذي ستصل من خلاله للراحة و الأمان و كل ما تحبه و تسعد به في الدنيا و الآخرة .
قال تعالى : ” وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “
خذ وقتك و كن لطيفا . ورجاء لا تنسى أن تقوم بعمل تقنية التعرض و منع الاستجابة وغيرها من الأمور الإيجابية.
أراكم قريبا