
عنّا نحن:
مؤسسة واعي متخصصة في معالجة مخاطر الاعتداء الجنسي بكل أشكاله، من الاتجار بالجنس حتى العنف الجسدي وظاهرة الدعارة واغتصاب الأطفال والكثير من المواضيع التي تجعل من مؤسستنا فريدة من نوعها، هو تأكيدنا على خطورة الاعتداء الجنسي والتأثير الصحي الخطير للإباحية على المشاهد.
للإباحية دور كبير في انتشار ظاهرة الاعتداء الجنسي بسبب المفهوم الخاطئ وضمّها كحق من حقوق الإنسان، لذلك دائماً ما نسمع نفس الحجج من بعض الأفراد المدافعين عن الإباحية على أنّها ظاهرة طبيعية ومادة إيجابية.
نجد هنا العديد من الأجوبة عن المواضيع التي غالباً ما تسأل عن الإباحية.
نقاط النّقاش:
1.ماذا بشأن ما يقال عن الإباحية أنّها تحفظ حق المرأة و تبني الأخلاق:
سعى البعض إلى الدفاع عن أنواع محدَّدة من الإباحية بالإصرار على أنّها تحفظ استقلالهم، وتقوي فكرهم الجنسي.
ومع ذلك، فنحن نؤمن أنّ الإباحية هي محتوى غير مناسب للمساواة بين المرأة والرجل، لذلك فإنّها ضد مبدأ المساواة. في الماضي، كانت الإباحية عبارة عن منتج أوجده الرجالُ، وكانت تستهدف الرجال؛ ليسهُل لهم بشكل غير مباشر فرصة لرؤية أجساد النساء العارية.
بينما في الحاضر، حتى عند إنتاج وإخراج النساء للمحتوى الإباحي، فالإباحية تُركز على أجزاء الجسد المثيرة للأفراد أثناء التصوير، بالتالي فإنّها تنزل من قيمة الممثلة وتجعل منها أجزاء جسم مثيرة ترضي رغبات المشاهد؛ ممّا يُعزز من سلطة الرجال الذين يشاهدون أجساد النساء العارية كسلع عامّة.
أقرّت الناشطة النسائية المتطرفة غايل دينيس في كتابها Pornland: How Porn Has Hijacked Our Sexuality التالي:
“أنّ أيّ شخص يطمح إلى استغلال أجساد النساء واستعمالهن كأدوات من أجل كسب المال والأرباح ليس له الحق بالادعاء أنّه يحفظ حقوق المرأة.” كما أضافت أنّه حتى الإباحية التي لا تحوي “العنف المُعلن” تعتبر شكلاً من أشكال الاعتداء؛ ” لأنّها تنزل من قيمة المرأة باعتبارها سلسلة من أجزاء الجسد.”
2.دراسة بشأن تأثير الإباحية على المرأة
- الصورة الجسدية الخاطئة والضغط الممارس لأداء الإباحية: نتيجة لمشاهدة الإباحية، كما أشارت ممثلات الإباحية إلى الصورة الخاطئة التي تقدمها، وانتقادات شركائهم لطبيعة أجسادهن، وتزايد الضغط عليهن من أجل أداء الأفلام الإباحية بالإضافة إلى الافتقار في تقديم الجنس الصحي الصحيح. وأشارت فئة الرجال والذين كانوا أكثر انتقاداً بشأن أجساد شريكاتهم وقلة المتعة.
- تقبل ثقافة الاغتصاب: النساء اللاتي يتعرَّضن للإباحية في طفولتهن هن الأكثر تقبُّلاً لثقافة الاغتصاب والتعرُّض للتخيُّلات الجنسية التي تعنى بالاغتصاب.
- العنف الأسري والاعتداء الجنسي: إنّ الإباحية التي تحتوي العنف زادت بشكل كبير من احتمالات العنف ضد المرأة وتعرُّضها للاعتداء الجنسي. مشاهدة الإباحية وحدها ساهمت في ازدياد الخلافات، والخلط بين إدمان الإباحية والكحول كانت العامل الثالث في ازدياد حالات العنف الجنسي. كما كشفت دراسة أخرى عن عيوب مشاهدة الإباحية التي ارتبطت بفهم الجنس من خلال الإباحية، والسلوكيات الزائفة التي تظهرها الإباحية، والتشبيه بين المرأة وممثلات الأفلام الإباحية، وتفاوت شركاء الجنس، والتصوير السينمائي للأفلام الجنسية بدون رقابة، والتوسُّع الهائل لثقافة الإباحية.
- ازدياد حالات الاغتصاب الزوجي: إنّ الرجال الذين يشاهدون الإباحية ويذهبون إلى الملاهي الليلية هم أكثر عرضةً للانخراط بنشاطات عدة كالعنف الجنسي، والمطاردة الجنسية، والاغتصاب الزوجي، من الرجال المدمنين الذين لا يشاهدون الإباحية ويذهبون إلى الملاهي الليلية.
3.هل الدعارة محميَّة من قبل التعديل الأول من الدستور؟
على عكس المعتقدات العامّة، الدعارة (أسوء وجوه الإباحية) هي حرية رأي غير محمية. في الواقع، فإنّ القوانين الفدرالية غير المفروضة تقوم على منع انتشار الدعارة، وانتشارها على الإنترنت وعلى الكابلات والستلايتات وأجهزة التلفاز في الفنادق والأشغال المرتبطة بالمواد الجنسية وغيرها من المحلات التجارية.
هذه القوانين لم ترفع من أزمة الدستور- ففي عام 1942 تحديدا في إحدى الولايات الأمريكية أقرت إحدى المحاكم العليا بالتالي: “هناك العديد من نصوص حرية الرأي والتعبير الواضحة والموسعة: التجنّب والعقوبات لم تؤدِّ إلى رفع أيٍّ من أزمات الدستور. بما يتضمن الدعارة والخلاعة… من الواضح أنّ الأقوال بشأنها لم تعد جزءاً أساسيّاً من الآراء المعروضة، وهناك جزء من القيم الاجتماعية عبارة عن خطوة تبين الحقيقة خلف أي منفعة، ربما تغير سياق هذه الظواهر والتي من الواضح أنّها مبالغ فيها من قبل اهتمام المجتمع في النظام والأخلاق.”
الدعارة ليست محمية ضمن نطاق الدستور من حرية رأي أو تعبير- وفي مدينة Roth الأمريكية عام 1957 لاحظ جاستس برينمان التالي: “هذه المحكمة كانت دائماً تَعتبر أنّ الدعارة ليست محمية من قبل حرية الرأي والتعبير.” وفي مدينة Roth، المحكمة العليا راحت إلى التصريح بأنّ الدعارة “ليست محمية ضمن نطاق الدستور من حرية رأي أو تعبير.”
التعديل الأول كان يهدف إلى حماية الآراء والمناظرات، وليس محتوى الدعارة، في العام 1973 في ولاية كاليفورنيا أقرت المحكمة العليا التالي: ” من أجل التسوية بين الحرية وتعزيز تبادل الآراء بين الأفراد والمناظرات السياسية بالمقارنة مع الاتجار بالدعارة والتي تذلل من قوة الصورة التي يقدمها التعديل الأول، وتحبط أهدافه العليا في الصراعات التاريخية من أجل الحرية. فإنّ الدعارة تُسيء إلى الضمانات العظيمة التي تقدمها حريّة الرأي والتعبير.”
وهناك المزيد، ففي Ashcroft الأميركية سنة 2002، رفضت المحكمة العليا تحدِّي الدستور بنشر قوانين للدعارة على الإنترنت.
4.مفاهيم: الإباحية والدعارة،المرئي والمادي:
- تعريف الإباحية:
الإباحية مصطلح شامل وغير شرعي. كما أقرت المحكمة العليا في ولاية كاليفورنيا عن قرارها المشروع عام 1973 بخصوص قضية الدعارة أن المصطلح “إباحية” أو “Pornography” اقتُبس من اليونانية، ومعناها: (“الكتابة عن البغايا”). وتعني هذه الكلمة الآن: “1: وصف للزِّنى أو البغايا. 2: تصوير (كما في الكتابة والرسم) للفاحشة والدعارة؛ أي: صورة عن سلوك جنسي مصمم من أجل الإثارة الجنسية.” (هذا الوصف يعود إلى قاموس Webster في إصداره الثالث عام 1969).
- تعريف الدعارة:
مصطلح الدعارة هو مصطلح شرعي، وفي ولاية كاليفورنيا، أقرَّت المحكمة العليا فحصاً لتبيّن إن كانت كلمة “work” ( وتعني هنا المادة أو الآداء) تنسب إلى الدعارة وأنّها غير محمية من قبل التعديل الأول. لكي تصبح متهماً بالدعارة، فعلى القاضي أو عضو في لجنة المحلّفين أن يثبت: أولاً: أنّ الشخص العادي المطبق للمعايير الاجتماعية المعاصرة، قد يجد أنّ شغله الشاغل هو المناشدة بالنشاطات الجنسية. وثانياً: أنّ ذاك الشغل يصوّر أو يصف بصورة وحشية واضحة، كمقياس للمعايير الاجتماعية المعاصرة، “hardcore” أو المادي هذا السلوك الجنسي بالتحديد كما وصف من قبل قانون المطبق. وثالثاً: أنّ ذلك الشخص المسؤول قد يجد في هذا الشغل الذي يشغل حياته يفتقر إلى القيمة العلمية والسياسية والفنية والأدبية. ( ملاحظة: نموذجياً الإباحية المادية [ سواءً موقع أو مجلة أو قرص DVD ] تحتوي القليل إن لم يكن أي شيء أكثر من محتوى واحد للجنس المادي بعد الآخر.)
5.لماذا صُنّفت الإباحية كأزمة صحية عامة؟
شكّلت الإباحية وباءً لم يسبق له مثيل من الأذى الجنسي. أطفال ويافعين تعرَّضوا للعنف والإذلال، والذي بدوره أدّى إلى تعلّمهم للجنس بتلك الطريقة. عندما يتعرَّض الأفراد أو المجموعات من الناس إلى أزمات صحية واجتماعية فإنّ هذا يُؤثر بشكل كبير يفوق طاقتهم، ويصبح من الصعب إصلاحهم – فتتحوَّل المسؤولية إلى الفرد للإمساك بزمام الإرادة والتأثير سلبيّاً عليه. إنّ تعليم الأهل للأساليب في توعية وحماية أطفالهم كان دائماً جزءاً لا يتجزَّأ من أساليب الوقاية، ولكنّ المشكلة تتخطَّى ما به الأهل والأطفال من أجل حماية أنفسهم.
كشفت الدراسات والعلم الكثير من التأثيرات الخطيرة للإباحية ومع اكتشاف المزيد يزداد القلق.
كحالها من المشاكل الصحية العامة الأخرى، فليس الجميع معرضاً لنفس التجربة مع الإباحية. ومع ذلك فلدى كثير من المشاهدين فإنّ التكرار والاستعمال المكثف للإباحية يؤدي إلى سلوكيات جنسية خطيرة والتي قد تؤدي إلى ضعف في الانتصاب بسبب الإباحية، والذي يؤدي إلى الطلاق والعلاقات الجنسية الفاشلة، وأحياناً إلى العدوان الجنسي والعنف. هناك دراسة قد أظهرت أيضاً أعراضاً كالعنف ضد المرأة، وارتفاع معدلات الأمراض الخطيرة، والضعف الجنسي لدى الرجال اليافعين.
6.إذا كان قلق النّاس متوقفاً على الإباحية، ألا يكفيهم التوقّف عن مشاهدتها؟
أولا وقبل كل شيء، الإباحية منتشرة بكثافة مما هو أقرب إلى المستحيل، على الأهل أن يُجنّبوا أطفالهم من التعرض لها. الأطفال الصغار يتعرَّضون يومياً للإباحية مما هو مؤشّر خطير، ف 27% من جيل الألفية الذين تتراوح أعمارهم اليوم بين 25 إلى 30 سنة قد اعترفوا بأنّ تجربتهم الأولى مع الإباحية كانت قبل سن البلوغ. من دون أدنى شك فإنّ العمر أصغر من عمر الشباب اليوم مع سهولة الوصول وبدون رقابة على الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
إضافة لذلك، الدروس التي تعلمها الإباحية – كجعل العنف الجنسي ضد المرأة أمراً عادياً – وما إلى ذلك من غزو لحضارتنا وعلاقاتنا. حتى الأشخاص الذين لم يتعرَّضوا في حياتهم للإباحية تأثروا بالضغوط الاجتماعية ووجهات نظر الأشخاص الذين يتعرَّضون بشكل يومي للإباحية.
7.أليست مشاهدة الإباحية خياراً شخصيا؟
بكل بساطة لأنّ مشاهدة الإباحية تكون عادةً في مكان معزول مما يجعلها غير مضرة. بينما تدخين التبغ يعد خياراً شخصياً، بصفتنا كمجتمع يمكننا أن ندرك أن الأفراد المدخّنين بحاجة إلى التوعية بشأن التأثيرات الصحية للتدخين عليهم، وقوة المؤثرات الأخرى.
الإباحية تضر بالمشاهد، والمجتمع بشكل كبير والمؤدِّين للأفلام الإباحية.
الإباحية تضر بالدماغ. منذ العام 2009، ظهرت حوالي 30 دراسة في الأعصاب والتي تضمنت أنّ الإباحية لها تأثير سلبي وضار على الدماغ. الإباحية أيضا مرتبطة بارتفاع معدل العنف الجنسي. وفي العام 2015 بعد تحليل نحو 22 دراسة من سبع بلدان كشفت دولياً أنّ الاستخدام المفرط للإباحية قد ارتبط بشكل كبير بارتفاع الاعتداء الجسدي واللفظي بين الذكور والإناث على حد سواء. سواء مرغوبة أو لا، فإنّ إستخدام الإباحية قد أدى أيضاً تبدّل فكرالفرد بشأن الجنس، والعلاقات الحميمية، وأيضاً النظرة إلى الجنس الآخر، مما يصل إلى حد التأثير على العلاقات الشخصية وأحياناً كثيرة على تفاعلهم مع الآخرين في حياتهم اليومية.
البروفيسور ماري أني لايدن، مديرة التنفيذية لبرنامج الأمراض النفسية والجنسية في جامعة بنسلفانيا، قد صرَّحت:” على الصعيد الكلّي، فإنّ نص البحث بشأن الإباحية قد أظهر مجموعة من السلوكيات والتصرفات السلبية من جراء استخدامها. فهي تلعب دور الأستاذ، ومعطي الإذن، وأيضاً المطلق لهذه السلوكيات والتصرُّفات. هذا النوع من الضرر يمكن للرجال والنساء والأطفال رؤيته بالإضافة إلى المتزوّجين والعازبين.”
إضافة إلى ذلك، عدد من الممثلين أو الممثلات الذين يتم استغلالهم لعمل الأفلام الإباحية غالباً ما يتعرَّضون إلى مزيج من التغييرات سواء على الصعيد الجسدي أو الجنسي أو حتى تعاطيهم للمخدرات قبل أو أثناء التصوير. بعض هؤلاء يتم الاتجار بهم في الأفلام الإباحية، مما يعني أنّه ما من مشاهد للإباحية قد يضع نفسه بالنيابة عن فرد عبدٍ للجنس. بينما يمكن للمشاهد أن يشاهد الإباحية في مكان منعزل، إنّ الاستمرار في هذه الصناعة يؤدي إلى الازدهار على مستوى الانكسار والاستغلال الجنسي لمؤديها. من أجل أن تعرف أكثر عن العلاقة بين الإباحية والاتجار الجنسي قم بزيارة موقعنا https://wa3iapps.com/
من أجل سلامة مشاهدي الإباحية والأفراد المتأثرين بشكل كبير بالثقافة الإباحية، فإنّه من الضروري التحدث بشأن الأضرار الكاملة للإباحية.
8.”لكنّ الإباحية تقع على عاتق رضا البالغين. فهذا خيارهم” و”مؤدِّي الأفلام يستمتعون بذلك.”
هذا السبب بالتحديد هو الأكثر غموضا ويتطلَّب الكثير من الشرح:
في معظم الأحيان، فئة الممثلين البالغين في الإباحية تكون غير موافقة. فتجَّار الجنس يستخدمون ضحاياهم من أجل إنتاج الأفلام الإباحية بالإضافة إلى الاتجار بهم والتعدي عليهم. إذا شاهد شخص ما الإباحية، فإنه من دون أدنى شك سيواصل حتى مشاهدة مجموعة من الصور الإباحية التي تحتوي نساء وأطفال يتم الاتجار بهم في خليط من المحتوى الإباحي الذي يجده المشاهد.
حتى من بين مُؤدِّي الإباحية ممَّن وافقوا، فإنهم أثناء تأديتهم للأفلام الإباحية، فإنهم يتعرَّضون لعنف متكرر وإلى الإجبار، ومعظم الأوقات يتم إجبارهم على المواصلة حتى لو كان ذلك ضد طموحاتهم وآمالهم.
بالإضافة لذلك، يجب على أحدهم أخذ العبرة من خلفية هؤلاء الممثلين ويسأل سواء إذا ما كان هؤلاء يقدمون على إعطاء قرار حاسم وصريح بالنسبة لإقحامهم في الإباحية. بالنسبة للناشطة النسائية ماغي هيز، فإن السؤال عن ما إذا كانت النساء هي مَن تختار التورُّط في أداء الأفلام الإباحية، فإنه يجدر الفهم على مسار واسع بأنه بعيدًا عن قرارهم الفوري لأداء مشروعهم. حوالي كل النساء من ممثلات الإباحية قد تعرَّضن للاغتصاب، والعنف الجنسي في طفولتهن، والعنف الشديد قبل تجنيدهن من أجل الإباحية. تقول الباحثة والمحللة النفسية البارزة، مليسا فارلي: “هذه الاعتداءات صعّبت عليهن أخذ الثقة في علاقاتهن مع الآخرين، وأدت إلى عدم كفاءتهن في تحديد حدودهن الشخصية والجنسية، وإلى قلة احترامهن لذواتهن، وأيضاً إلى مستوى أقل من القدرة على الإدراك للدلائل الخطيرة في العلاقات.”
الحرمان المادّي هو نذير آخر وشائع جداً في كونه أحد أسباب التورط في صناعة المحتوى الإباحي المقدّم من أشخاص مشرَّدين دون مأوى، عاطلين عن العمل، أو حتى من تمَّ هجرهم وممن أيضًا تعرَّضوا للاعتداء في طفولتهم.
هؤلاء النساء بحاجة إلى الحب والعلاج، وليس إلى مزيد من الاعتداء من قبل صنّاع الإباحية. الإباحية تؤذي مؤديها أكثر حتى ممن يشاهدونها. الإباحية تديم مظاهر الاستغلال والاعتداء.
9.”التخلص من الإباحية سيؤدي فقط إلى زيادة العنف ضد المرأة وإلى زيادة الحدّة من مظاهر الاغتصاب. الإباحية تؤدي إلى طريق الخلاص من التوتر الجنسي و تدحض العنف والاغتصاب.”
العكس تماما هو الصحيح: مشاهدة الإباحية مرتبط كليّاً بزيادة العنف ضد المرأة. الإباحية تشجع المشاهدين على استغلال النساء في الجنس، وتجرّد أزواجهن من إنسانيتهم، وتشجع أيضا على العنف وممارسة الجنس الوحشي بجعل ضحايا الأفلام يظهرون على أنّهم يستمتعون بالعنف الذي يمارس ضدهم. بالإضافة لذلك، فإنّ الضحايا ممن يتعرضون للعنف المنزلي معظم الأحيان يشيرون إلى مشاهدة الإباحية كعامل من عوامل العنف، وأنّ شركائهم يجبرونهم على إعادة إنتاج المشاهد الإباحية بغض النظر عن ما إذا كانت خطيرة أو موجعة. إلى الناس ممن يميلون إلى العنف الجنسي فإنّ الإباحية تغذّي الرغبة في إيذاء الآخرين من أجل الرضا الجنسي.
10.”الإباحية في الواقع تساهم في التخفيف من ظاهرة الطلب على الدعارة والاتجار بالنساء. إذا انخفضت كمية إنتاجها، فأنت تساهم في خلق سوق سوداء كبيرة لأصحاب العلل المجتمعية.”
مشاهدوا الإباحية كثر وليسوا قلّة، وغالبا ما يتمّ استغلال سوق التجارة بتوظيف البغايا. الإباحية تساهم في خلق الطلب من أجل مزيد من شركاء الجنس ومزيد من الاعتداء الجنسي، وغالبا ما يتم الدفع من أجل الجنس من قبل المشاهدين، مما يساهم في إثراء الاتجار بالبشر وارتفاع نسبة الاعتداء لدى البغايا وعبدة الجنس. الإباحية لا تأخذ مكان الطلب على البغايا والاتجار الجنسي، إنّها فقط تغذيه.
11.هل الوقوف ضد الإباحية كالوقوف ضد العلاقة الجنسية؟
لا، القول بأنّ أحدهم ضد الإباحية هو ضد الجنس كقول أخصائي التغذية بأنّه ضد الوجبات السريعة فهو ضد الطعام.
نحن ضد العنف، وضد استغلال الآخرين. في كثير من حياة الناس، الإباحية تكون مصدراً بديلاً عن العلاقة الزوجية، بحيث تنقلب إلى إدمان يغذّي السلوك الجنسي الخطير وتُميت المشاعر. الإباحية تثبط من مشاعر المودة والثقة والاحترام التي تحتاجها العلاقة الزوجية الصحية بوضعها للإرضاء الذاتي المبتدع فوق الرغبات العاطفية والجنسية للشريك. الإباحية ضد العلاقة الزوجية.
” الجنس في الإباحية لا يصنع الحب، كما أنّ المشاعر والعواطف التي غالبا ما تظهر هي في الواقع مجرد تمثيل -التواصل، والعطف، والحنان، والاهتمام والتعلق- يتم استبدالهم غالباً بالإكراه – الخوف، والقرف، والغضب، والاشمئزاز وأيضا الاحتقار.” – غيل دنيس، موقع Pornland.
- هل الإباحية إدمان؟
بينما ما تزال الإباحية موضع نقاش من قبل المعالجين وعلماء النفس فهي لم تصنّف رسميًّا على أنّها إدمان من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (على الأرجح لأسباب ماديّة)، علم الأعصاب يوضح بشكل قاطع الإدمان وروابط التبعية التي تسببها الإباحية.
منذ العام 2009، وجدنا ثلاثين دراسة عصبية مختلفة قد أوضحت التأثيرات السلبية للإباحية على نظام عمل الدماغ وهيكلته.
بعض هذه الدراسات قد تضمّن التالي:
وجدت دراسة في العام 2014 أن ازدياد نسبة مشاهدة الإباحية مرتبط بانخفاض أداء مواد معينة في الدماغ وظيفتها التحفيز وصنع القرار.
فحوص الدماغ على مدمني الإباحية أظهرت المزيد من النشاط الظاهر في مراكز المتعة فعند مشاهدة المادة الشعاعية ومقارنتها بغير المدمنين – وقد ماثلت هذه، فحوص الدماغ التي أجريت على مدمني الكحول المخدرات.
في دراسة أجريت عام 2015 باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي في كامبريدج وجدت هذه الدراسة أنّ السلوك الجنسي القهري تم تصنيفه بالسعي للبدعة، والتكيف والتعود على التحفيزات الجنسية للرجال – ما يعني أنّ المشاهدين بحاجة إلى مزيد من المحتوى العنيف مع مرور الوقت من أجل الوصول إلى نفس مستوى الإشباع.
المعالج النفسي نورمان ديوج، يشرح في كتاب الدماغ يجدد نفسه الآتي:
“الإباحية، بتوفيرها للمحتوى اللامتناهي للمواد الجنسية، تقوم بتحفيز نظام الشهوة. مشاهدوا الإباحية يطورون خرائط جديدة في أدمغتهم، منسوبة إلى الصور والفيديوهات التي يرونها؛ لأنّ الدماغ يعتمد مبدأ استعملني أو اخسرني، فإننا عندما نقوم بصنع خارطة جديدة، فإنّنا على المدى البعيد سيقوم دماغنا بتشغيلها. مثلها كمثل العضلات عندما ينفذ صبرها للتمرين إذا بقينا جالسين طول اليوم، كذلك الإحساس عند الجوع.”
بمشاهدتنا للإباحية، بعبارة أخرى، فإنّ مراكز المتعة في الدماغ التي تحفّز رغباتنا تشتغل، لكنّ المشاهدين لن يعود لديهم القدرة على إيجاد الرضا الحقيقي.هذا يشرح لماذا يقضي مجموعة محددة من الأفراد ساعات طوال في البحث عن الإباحية على الإنترنت، ولماذا هو صعب على هؤلاء الأشخاص الحصول على الرضا من العلاقة الجنسية الطبيعية. كما تفسّر أيضاً لماذا تغيَّر محتوى الإباحية في السنوات القليلة الماضية تدريجيًّا. النساء اللاتي يظهرن أثداءهن ببساطة لم يعدن يثرن المشاهدين. محتوى الإباحية هيمن على إظهار الصورة الزائفة للطفل ( نساء يلبسن ويظهرن بمظهر الفتيات)، والعروض السادية من الجنس القهري، والقذف في وجوه النساء، كما الجنس العنيف كلّها مجتمعة تهدف إلى إذلال وتجسيد فرد أو أكثر من الممثلين، والأغلب يكنّ من فئة الإناث.
13.هل الإباحية تساعد في فهم طبيعة العلاقة الجنسية الجيّدة؟
بينما الإباحية من الممكن أن تخلق رضاً مؤقتا في أثناء الممارسة بين الزوجين، فإنّ تأثيراتها على المدى الطويل تدمر المودة والألفة بينهما.
في الخامس من شهر أبريل سنة 2016 الدكتوران جون و جولي غوتمان، رئيسي شركة غوتمان وطبيبي العلاج النفسي قد نشرا مقالاً تحت عنوان: ” An Open Letter on Porn” وقد تناولا في هذا المقال التأثير الخطير للإباحية الذي يهدد الود والعلاقات بشكل قوي ومباشر.
الخيال الجنسي هو بمثابة بروفة للعلاقات، إذا تخيلت الآخرين كأنّهم مجرد أدوات من أجل إشباع رغبتك، فأنت بالتالي تظهر أنماط من السلوك الاستغلالي تجاه الآخرين. وبالتأكيد، كلّما تورط الفرد في بيئة هكذا كلّما زادت لديه الرغبة في جعل الآخرين أدوات لممارسة الجنس (بغضّ النظر عن ما إذا كانت شريكتك في الحياة، أو شخصاً يظهر لك على شاشة الحاسوب). ومن المثير للاهتمام، علم الدماغ قد أظهر بأنّ الخيال أو التخيّل بأنّك تفعل شيئاً ما يساهم في تشغيل العديد من الدوائر الدماغية كأنّك تمارس ما تتخيله. بالتالي، يمكن أن تأتي على شكل مفاجأة صغيرة بأنّ العديد من مشاهدي الإباحية يتكيّفون مع أنفسهم بعيداً عن الحب والشغف في العلاقات مع أزواجهم.
14.لكن الشباب يبقى شبابًا، لا يمكن للرجال إصلاح ذلك، صح؟
نحن كبشر ذوي الطابع الحُرّ، لدينا القدرة على التمييز بين الغريزة أو الدافع والفعل. لكنّ مفهوم أنّ الرجال لا يمكنهم إصلاح ذلك بينما بالتالي النساء تستغل جسديًّا وجنسيًّا؛ أي أنّها إهانة لإنسانيتها واستقلالها الذاتي – فبالتالي هذه المقولة تنزل من قيمة الرجل على أنّه بمنزلة حيوان يُريد إشباع غرائزه فقط. نحن نؤمن بقدرة الرجال على تجاوز هذه المعتقدات الخاطئة، وبأنّهم قادرون على المساعد في الحفاظ على كرامة كل فرد في المجتمع.
- الإباحية دائماً ما كانت موجودة بالجوار، ألا يعني هذا أنّها ظاهرة طبيعية؟
صحيح، كما يُجمع الكثير على أنّ الإباحية كانت دائما في الجوار. لكن بسبب التطور السريع للإباحية اليوم، فإنّ المشاهدين يُعانون من فقد السيطرة والإفراط في استخدام الإباحية أكثر من أيِّ يوم مضى. صناعة الإباحية تساهم في تعزيز المزيد من مظاهر العنف والتدهور المادي، غالباً ما يكون المستهدف من فئة الشباب الصغار ممن لم يجربوا أو حتى عرفوا حدودهم الجنسية.
كما يظهر علم الدماغ، أنّ مَن يشاهدون الإباحية يزرعون في عقولهم لذةً من الانحراف والمواد الجنسية الضارة. لم يخلق أحد بطابع جنسي للعنف أو الممارسات الجنسية المهينة. حيث إنّه من الواضح أنّ هذا النوع من اللذة يتطور مع تكرار ظهور الإباحية والتجارب الحياتية المؤلمة كالعنف والاعتداء الجنسي، حسب ما ورد في كتاب الطبيب النفسي نورمان ديوج في كتابه: الدماغ يجدد نفسه.
على المدى البعيد، وبسبب الإباحية فقط ووجودها على مدى الزمن الطويل فهذا لا يعني بأنّها ليست مضرة، بنفس الطريقة التي خرج بها التدخين على المدى الطويل بالرغم من تأثيرها المضر على حياة المدخنين. فمن الواضح أنّه الآن أكثر من أي وقت علينا مساعدة الناس على فهم التأثير الخطير للإباحية عليهم وعلى عائلاتهم ومجتمعهم، بالتالي يمكنهم أخذ قرارات أكثر حكمة تجاهها.
- أليست الإباحية مصدراً تعليميًّا فعّالاً في تنمية الحب بين الأزواج؟
الإباحية تعلم النساء كيف يستمتعن بالعنف الجنسي. تم تحليل نحو 50 فيديو إباحيًّا مشهورًا (البعض منها بيع والبعض أُجّر) وقد أظهرت هذه التحاليل أن 88 بالمئة من المشاهد تحتوي على عنف جسدي، و49 بالمئة يحتوي على كلام لفظي بذيء. 87 بالمئة من المشاهد العدائية تكون ضد النساء، و 95 بالمئة من انفعالاتهم تكون إما طبيعية أو شعوراً بالرضا.
بالإضافة إلى العنف القاسي، فإنّ أشهر المقاطع التي تظهر في الأفلام الإباحية تحوي الآتي: ممارسة الجنس مع مراهقين أو أفراد من صغار السن، الاستبداد،ا لعبودية، العنصرية ومحاكاة (أو بعض الأحيان تكون حقيقة) الاغتصاب.
هل هذا النوع من التربية الجنسية التي نريد؟
على المدى البعيد في الخامس من شهر أبريل عام 2016 الدكتوران جون وجولي غوتمان، رئيسا شركة غوتمان وطبيبي العلاج النفسي قد نشرا مقالاً تحت عنوان: ” An Open Letter on Porn” لمناقشة مخاطر الإباحية على العلاقات الحميمية.
وفي رسالتهما، كتب آل غوتمان التالي:
هناك العديد من العوامل التي تستعملها الإباحية والتي تهدد العلاقة الحميمة بين الأزواج. أولاً: الحميمية بين الأزواج هي مصدر التواصل والاتصال بين الشريكين. لكن عندما يعتاد الشخص على الاستمناء أمام الإباحية، فغالبا ما تنحرف علاقتهما عن التفاعل الحميمي بينهما. ثانياً: عند مشاهدة الإباحية فإنّ المشاهد هو الوحيد الذي يقوم بالتجربة الجنسية، بينما في العلاقة العادية حيث يتشارك هذه التجربة مع شريكته. إذاً مشاهد الإباحية يخلق بدوره واقعاً وهميًّا يكون تحت سيطرته هو ولا أحد غيره. ثالثاً: مشاهد الإباحية من الممكن أن يعتقد بأنّ شريكته في الجنس ستكون دائمة الجهوزية من أجل الجماع. هذا كلّه مجرد وهم. فقد أظهرت الدراسة أن الاحتقان للأعضاء التناسلية يؤدي إلى خلق رغبة لا تزيد عن ال10 بالمئة بالنسبة للنّساء و 59 بالمئة بالنسبة للرجال. رابعاً: بعض مشاهدي الإباحية يسوغون أنّه لا بأس بالإباحية إذا لم تنطوِ على الأفعال الجنسية المشتركة، وأنّها تهدف فقط للاستمناء. بينما هذا من الممكن أن يؤدي إلى النشوة، فيكون هدف العلاقة والتواصل الحميمي ضائعاً نهائيًّا.
أسوأ من ذلك، العديد من مواقع الإباحية تحتوي على العنف تجاه المرأة، وتنتقد العلاقة الحميمية. مشاهدة الإباحية تتحوّل إلى إدمان، والإدمان يشغل وظائف الدماغ الذي تُوظّفه بقية السلوكيات الإدمانية، كالقمار على سبيل المثال. الإباحية قد تُؤدي أيضاً إلى انخفاض الثقة في العلاقات، وإلى احتمالية تصاعد الأمور إلى خارج العلاقة.ا لكثير من مواقع الإباحية الآن تخلق تصعيداً في الممارسات الجنسية بعيداً عن الاكتفاء بتقديم مشهد إباحي يقتصر على إقامة العلاقة بين الأفراد. أخيراً، الدعم المتواصل في استخدام الإباحية يجبر هذا الصناعة على تعريض المزيد من المؤديين للاعتداء؛ من أجل إنتاج الأفلام الإباحية.
الإباحية مرتبطة أيضا بانخفاض الرغبة والرضا الجنسي على مستوى المشاهدين من فئة الذكور في دراسة بعنوان الإباحية “Pornography Consumption and Satisfaction: A Meta-Analysis.”
التربية الجنسية، حيث يتفاعل الأفراد ويستكشفون معاً، ذلك أكثر فائدة من المحتوى المزيَّف والتجاري الذي تقدمه صناعة الإباحية في تصويرها للجنس واللتي بدورها تصور العنف والممارسات غير الواقعية.
17.هل يمكن للإباحية أن تكون ذات استقلالية؟
الإباحية تقلل من قيمة المرأة والرجل، وتصورهم على أنّهم مجرد أدوات جنسية متاحة للاستخدام بدون مراعاة إنسانيتهم – وهذا ضد الاستقلالية. وعلى المدى البعيد، العدائية ضد المرأة في المشاهد الإباحية اليوم هي قاعدة وليست استثناء، مما يناقض المساواة.
الإباحية تدمر الاستقلالية لدى كلٍّ من الأفراد التي تظهر في المشاهد الإباحية، والأفراد التي تشاهد الإباحية من خلال عزل أعضائهم، وإثارتهم جنسيًّا، وبالتالي ربطهم مباشرة على أنّ تلك الأعضاء هي سلعة تُباع عبر الإنترنت.
ترجمة: محمد شعيتو
مراجعة: محمد حسونة