
لنفترض أن زوجي يقود سيارة وأنا بجواره وهو يحاول الوصول إلى هاتفه ليجيب على رسالة نصية وإذا بنا ..نصطدم….
إنه بخير، ولكنني أُصبتُ بالتواء في القدمين، وتضررت بشدة من الحادث.
لو بحثنا عمن نلقي اللوم عليه فبالتأكيد إنه خطأ زوجي، ولكن إن أردتُ المشي مجددا يجب عليّ أن أذهب لطبيب العلاج الطبيعي، ويجب أن أقوم بما هو مطلوب مني، لا يمكنه أن يقوم بعملي، و لكن يمكنه مساعدتي، يمكنه الاعتناء بالملابس وملاعبة الأطفال وتجهيز الطعام؛ وبالتالي يكون شفائي أسهل.
تقريبا بنفس الطريقة كان يجب عليَّ أن أقوم بما هو مطلوب مني للتعافي بعد الخيانة، ولكن زوجي فعل بعض الأشياء التى ساعدتني على التعافي وهي:
1- كان صادقا:
بعد سنوات من إخفاء حياة سرية من إدمان الإباحية كانت الصراحة عاملا كبيرا ومبكرا فى تعافينا، سافرتُ خارج الولاية وعندما عدتُ إلى المنزل علمتُ على الفور أن هناك خطب ما، فزوجي كان عصبيا ومنفعلا؛ فتساءلت: ما الذي حدث أثناء سفري؟
وبعد استقرار الأولاد وبمجرد أن خلا بعضنا إلى بعض أخبرني أنه قد تعرض للإغراء أثناء التقليب فى القنوات التليفزيونية، وبالرغم من كون هذا يعد مخاطرة إلا أنه أخبرني الحقيقة، انفعلتُ جدا -وكنت حينها أفرغ حقائبي- وأردتُ أن أقذفه بأي شيء، كل ما كان لدي هو بعض الأحذية (الشبشب) وتى شيرتات، لم يكن هناك شيء قوي يسبب له أذىً حقيقياً.
علم زوجي أن صراحته قد تسبب له الأذى، ولكن هذا كان أفضل من إخفاء الأمر كما تعوّد أن يفعل، وبالرغم من أني جُرحتُ إلا أنني في أعماق نفسي كنتُ ممتنة لصراحته.
2- أجاب على تساؤلاتي:
جزء من التعافي كان من خلال معرفة الطريقة التي وقع بها فى فخ الإباحية ومعرفة طبيعة هذا الجزء المخفي من حياته؟
لم يكن أمرا مريحا، ولكنه أجاب على أسئلتي وأكثر، حتى إنه قد أجاب على بعض الأسئلة مرارا وتكرارا. علمتُ أنها كانت مشكلة من قبل أن أعرف بالأمر وأصبح في الصورة، لقد كبر وهو يكافح هذا الأمر و يجمع أجزاء الماضي معا، لقد ساعدني على فهم ما حدث أثناء زواجنا.
3- كان صبورا:
شعر زوجي بالراحة الفورية حين أخرج سره؛ فقد كان كمن أسقط حملاً عن كتفيه، لقد أراد التحرك للأمام بسرعة ويتعافى، ولكنها كانت بداية رحلة تعب وألم بالنسبة لي؛ فكل ما أراده هو دورة من اثني عشر أسبوعاً (90 يوما) للتعافي، ولكن الأمر استغرق وقتا أطول معي للتعافي.
نعم، لقد كانت هناك بعض الأيام التي لم يكن صبورا فيها ولكنه اصطنع الصبر وأعطاني الوقت والمساحة الكافية التي احتجتها للتعافي.
4- تحكم في إدمانه للإباحية:
لقد استطاع التحكم في استخدامه للإباحية، ولم أكن أعتقد أن زوجي كان يستطيع أن يتحكم فى إدمانه من دون العلاج.
لقد كان يقول لنفسه: “هذا ليس مشابها لعلاقة غرامية”، ولكن ومن خلال البرامج الموجودة على أحد المواقع أدرك وعلم أن استخدام الإباحية كان خيانة وعلاقة غرامية حقيقية، لقد كان لديّ طريق مشابه في التعافي مع ألم ومشاعر غضب لامرأة زوجها على علاقة غرامية بامرأة بالفعل.
5- قام بالعمل المطلوب:
التزم زوجي ببرنامج تعافيه الشخصي وقام بواجبه؛ حيث وضع كل قلبه واهتمامه فيما يجب عمله، ولم يترك دورة إرشاد إلا شاهدها، وقام بتفعيل برنامج Covenant Eyes على جميع الأجهزة، وتقابل يوميا مع مجموعة للمتابعة والمساءلة، لقد بدأتُ أرى ثمرة التغيير فى حياته، وكانت مشاهدته أثناء التغيير تعطيني الإحساس بالأمان مجددا .
6- أحبني من بعيد:
ظل بيتنا فترة لخالٍ من أية مشاعر، لم يكن من السهل أن أُقدّم الحب له ، ولكن خلال هذه الأوقات الصعبة استمر زوجي فى تعبيره عن حبه عن طريق الخطابات والرسائل الألكترونية، حدثت الكثير من نوبات الجدال بغضب ولكن أحيانا كان يتبعهم بخطاب طويل، ربما كان يكتب الخطابات ليشارك ما فى قلبه من دون مقاطعات مؤلمة، وبغض النظر عن السبب فقد نجح فى مراده، لقد احتفظت بخطاباته ورسائله الألكترونية وكنت أقرأها أحيانا، عندما أشعر بالأسف على نفسي أقرؤهم، عندما أتساءل: هل بإمكاني الوثوق به مجددا؟ كنتُ أقرؤهم.
لقد وجدتُ حبه لي ظاهرا ، ولقد أرادني بقلبه، لقد أراد كلٌ منا الآخر، لقد سرتُ طويلا في التعافي وببطء ، وبعد عدة سنوات تعافى قلبي وعادت إليّ روحي، لم يستطع زوجي علاجي ولكن طيبته ودعمه كانا جزءين هامين من رحلة التعافي.
المقال لــLynn Marie Cherry : مؤلفة كتاب “استمر بالتقدم: 40 يوما نحو الأمل والحرية بعد الخيانة” .
هي مهتمة بإلهام الأمل وإضاءة الدرب نحو الحرية، لين وزوجها دايفيد مرَّ على زواجهما 25 عاما ولديهما طفلان.
مراجعة : محمد حسونة